اليوم، حين تدخل محل مزين، أي حلاق، في أي بلد عربي، فالراجح أنك ستجد أدوات ومقاعد وتزويقا داخليا على الطريقة العصرية، وربما على طريقة أواسط القرن العشرين، التي صارت بالية نوعا ما.
في الماضي، كان الحلاق يجلس على قارعة الطريق في كثير من الأماكن والمدن والبلدات العربية. وكان من مهامه، غير قص الشعر وحلاقة الذقن، خلع الأضراس. لكن الحلاق في فلسطين ولبنان وسورية كان لا بد له في معظم الأحيان، من عود يعزف عليه، بين زبون ذهب، وزبون منتظر قدومه.
وكان مستوى العزف متفاوتا جدا بين حلاق وآخر بالطبع. يزيد هذا التفاوت من جراء أن كل حلاق كان يشعر أن عليه اقتناء عود، لضمه إلى عدة الشغل، وإلا هبط إلى منزلة متأخرة بين زملائه. ولذا كان يقتني الأعواد الحلاقون جميعهم تقريبا، أجادوا العزف أم لم يجيدوا.
لكن هذه الدرجة، المضحكة بعض الشيء عندنا اليوم، لم تكن كذلك في أمريكا، في العقود المتوسطة من القرن العشرين. إذ وضع المؤرخ الأمريكي لين أبوت في سنة 1992م، كتابا يؤرخ لما سماه: موسيقى محل الحلاقة (Barbershop Music)، قال فيه إن موسيقى الحلاقين التي ازدهرت، قبيل منتصف القرن العشرين, ضمت بين أعظم موسيقييها جيلي رول مورتون ولويس أرمسترونغ، وأثبت بالمستندات أن هذه النمط من الموسيقى نشأ في مجتمع الأفارقة الأمريكيين. وقد ازدهر هذا النمط، حتى أن ديزني وورلد، ألفت فرقة موسيقية سميت: رباعي موسيقى الحلاقين.
ويرتدي موسيقيو فرق موسيقى الحلاقين في الغالب ثيابا ملونة مزركشة، ويضعون على رؤوسهم قبعات القش، ويعزفون ويغنون أغنيات خفيفة سهلة الفهم سلسة التذوق. وهي أساسا موسيقى تسلية وترفيه، ويصاحب العزف فيها عرض بصري، من حركات وأشكال وألوان، لا بد وأن يكون مكملا للموسيقى، وأن يكون جذابا.
واشتهر من فرق موسيقى الحلاقين، فرقة رباعية في مدينة بيكوا، بولاية أوهايو الأمريكية، وقد ألفها رباعي موسيقي، هم الإخوة ميلز، من أبناء حلاق كان له محل حلاقة فعلا هناك. ومن الفرق التي اشتهرت أيضا، فرقة “هامنغ فور” في نيو أورلينز، ونجوم الجنوب “ساذرن ستارز”، والبوابة الذهبية “غولدن غيت”، ورباعي اليوبيل “جوبيلي كوورتيت”.
الحلاقون في الموسيقى
لم تتناول الموسيقى العربية مهنة الحلاقة كثيرا في الأغنيات والأفلام. ولا يُذكر في هذا المجال سوى أغنية بسيطة للمغنية طروب، في ستينيات القرن الماضي، تقول فيها:
يا حلاق اعمل لي غُـرّة فرّح لي قلبي شي مرّة
تا احرقص إبن الجيران يـالـلـي عـيـونـه لَـَبَـرّة
لكن أشهر ما تناولته الموسيقى في الحلاقين، أوبرا حلاق إشبيلية، رائعة الموسيقي الإيطالي الكبير جيواكينو روسيني (1792-1868م). وهي أوبرا فكاهية، لا تضاهيها في هذا إلا توأمها في تاريخ الموسيقى الأوروبية الكلاسيكية: زواج فيغارو، لفولفغانغ أميديوس موتسارت. وقصة الأوبرا هي قصة التحايل والتنافس في كسب ود الجميلة روزينا.
في الماضي، كان الحلاق يجلس على قارعة الطريق في كثير من الأماكن والمدن والبلدات العربية. وكان من مهامه، غير قص الشعر وحلاقة الذقن، خلع الأضراس. لكن الحلاق في فلسطين ولبنان وسورية كان لا بد له في معظم الأحيان، من عود يعزف عليه، بين زبون ذهب، وزبون منتظر قدومه.
وكان مستوى العزف متفاوتا جدا بين حلاق وآخر بالطبع. يزيد هذا التفاوت من جراء أن كل حلاق كان يشعر أن عليه اقتناء عود، لضمه إلى عدة الشغل، وإلا هبط إلى منزلة متأخرة بين زملائه. ولذا كان يقتني الأعواد الحلاقون جميعهم تقريبا، أجادوا العزف أم لم يجيدوا.
لكن هذه الدرجة، المضحكة بعض الشيء عندنا اليوم، لم تكن كذلك في أمريكا، في العقود المتوسطة من القرن العشرين. إذ وضع المؤرخ الأمريكي لين أبوت في سنة 1992م، كتابا يؤرخ لما سماه: موسيقى محل الحلاقة (Barbershop Music)، قال فيه إن موسيقى الحلاقين التي ازدهرت، قبيل منتصف القرن العشرين, ضمت بين أعظم موسيقييها جيلي رول مورتون ولويس أرمسترونغ، وأثبت بالمستندات أن هذه النمط من الموسيقى نشأ في مجتمع الأفارقة الأمريكيين. وقد ازدهر هذا النمط، حتى أن ديزني وورلد، ألفت فرقة موسيقية سميت: رباعي موسيقى الحلاقين.
ويرتدي موسيقيو فرق موسيقى الحلاقين في الغالب ثيابا ملونة مزركشة، ويضعون على رؤوسهم قبعات القش، ويعزفون ويغنون أغنيات خفيفة سهلة الفهم سلسة التذوق. وهي أساسا موسيقى تسلية وترفيه، ويصاحب العزف فيها عرض بصري، من حركات وأشكال وألوان، لا بد وأن يكون مكملا للموسيقى، وأن يكون جذابا.
واشتهر من فرق موسيقى الحلاقين، فرقة رباعية في مدينة بيكوا، بولاية أوهايو الأمريكية، وقد ألفها رباعي موسيقي، هم الإخوة ميلز، من أبناء حلاق كان له محل حلاقة فعلا هناك. ومن الفرق التي اشتهرت أيضا، فرقة “هامنغ فور” في نيو أورلينز، ونجوم الجنوب “ساذرن ستارز”، والبوابة الذهبية “غولدن غيت”، ورباعي اليوبيل “جوبيلي كوورتيت”.
الحلاقون في الموسيقى
لم تتناول الموسيقى العربية مهنة الحلاقة كثيرا في الأغنيات والأفلام. ولا يُذكر في هذا المجال سوى أغنية بسيطة للمغنية طروب، في ستينيات القرن الماضي، تقول فيها:
يا حلاق اعمل لي غُـرّة فرّح لي قلبي شي مرّة
تا احرقص إبن الجيران يـالـلـي عـيـونـه لَـَبَـرّة
لكن أشهر ما تناولته الموسيقى في الحلاقين، أوبرا حلاق إشبيلية، رائعة الموسيقي الإيطالي الكبير جيواكينو روسيني (1792-1868م). وهي أوبرا فكاهية، لا تضاهيها في هذا إلا توأمها في تاريخ الموسيقى الأوروبية الكلاسيكية: زواج فيغارو، لفولفغانغ أميديوس موتسارت. وقصة الأوبرا هي قصة التحايل والتنافس في كسب ود الجميلة روزينا.